اليتيم
اعتنى الإسلام باليتيم عنايةً خاصة، فاليتيم هو كل من فقد أحد والديه أو كلاهما، فهو يحتاج إلى الرعاية والاهتمام والعناية الجيدة بسبب الحرمان الذي يعاني منه، ويُعتبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم أبو الأيتام فقد نشأ يتيم الأب في البداية، حيث توفي والده قبل ولادته عليه الصلاة والسلام، ثم توفيت بعد ذلك والدته فأصبح عليه الصلاة والسلام يتيم الأب والأم، وهذا تشريف لكل يتيم. حمى الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم ويسّر له من يكفله ويعتني به ويحميه، وأرشده إلى طريق الحق والهداية بعد أن كان ضالاً من غير هدى قال تعالى: "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى"، ثمّ وجّه الله تعالى الناس إلى إكرام اليتيم والعناية به حيث قال: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ".
اليوم العالمي لليتيم
اتبع ذلك المسلمون من بعد الرسول صلى الله عليه وسلَّم، حتى أنّه أصبحت هناك منظّمات وجمعيات تهتم لأمر اليتيم، وتم تخصيص يوم عالمي لليتيم حيث يتم في هذا اليوم التركيز على الأيتام ومحاولة إسعادهم وتقديم الهدايا واصطحابهم في الرحلات المختلفة، وتمّ الاتفاق على أن يكون اليوم الأول من شهر إبريل من كل عام هو اليوم العالميّ لليتيم، وهو من الأمور الجميلة التي يفرح بها اليتيم ولكن يجب عدم إهماله بقية أيام السنة وإنما تقديم العناية له في كلّ الأوقات.
طرق الاهتمام باليتيم
المحافظة على أموال اليتيم وعدم استغلالها وتبديدها بل ادّخارها له أو إدخالها في التجارة حتى يكبر ويستطيع الاعتماد على نفسه ويستطيع إدارة مشاريعه وأمواله بنفسه، فمن يأخذ مال اليتيم لا تبرأ ذمته حتى يُعيد الحق إلى الأيتام. تقديم العناية النفسية والروحية لهذا اليتيم، فالطفل اليتيم ليس كالطفل العادي الذي ينعم بدفء والديه، فنحن لن نعوض اليتيم عن والديه ولكن محاولة استيعاب اليتيم وتقديم الرعاية النفسية إليه قد تخفّف عنه، كما يجب تعليم الأطفال من غير اليتامى احترام اليتيم وعدم محاولة استفزازه أو الضحك منه بسبب عدم وجود أحد الوالدين، أو ربما بعض الأطفال قد يضربون الطفل اليتيم لعدم وجود من يحميه، ففد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار النبي بالسبابة والوسطى"، وهذا دليل على عظم أجر الذي يكفل اليتيم. تقديم الرعاية الجسدية لليتيم إذا كان بحاجة إلى ذلك، فهناك الكثير من الأيتام لا يجدون ما يأكلون أو يلبسون، فأمر الإسلام بإيوائهم وتقديم ما يحتاجونه من خدمات.